البيئة التي نعيش فيها تؤثر بلا شك فينا، ودائما ما أحمد الله عز وجل أن هيأ لي ولأولادي أن نعيش في بيئتين مختلفتين تماما، الكويت وبريطانيا، لنشاهد أثر البيئة في أنفسنا وسلوكنا وطريقة تصرفاتنا، ومما استفدناه من الاغتراب أن نشاهد الفوارق بين المفاهيم، ونحاول أن نحلل لماذا تختلف المفاهيم بين الثقافتين، وبين الدولتين حتى بين الشعوب. بكل تأكيد أنا لست متخصصا لا في علم النفس ولا في الاجتماع، ولكن كما أكرر دائما أنا إنسان ومن حق الإنسان أن يكتب فيستفيد من الخطأ ويطور الصواب.
من المفاهيم التي وجدت فيها اختلافا كبيرا بين العرب والغرب وبشكل أدق بين الكويتيين والبريطانيين مفهوم الإنجاز، عند البريطانيين هناك علاقة طردية بين العمر والإنجاز، فإذا رسم طفل لا يتجاوز عمره ٥ سنوات رسمة لا نكاد نعرف ملامحها تجد المدرسة والوالدين والأهل يشجعونه حتى تشعر أحيانا أن طفلك سيكون بيكاسو عصره! وإذا الطفل ذو الـ١٢ ربيعا اجتهد فعمل شيئا مميزا عن أقرانه تجد التشجيع يناله من الجميع ويكرم بطريقة تليق بمستواه أمام الجميع، أما الكبار في بريطانيا فتجد المميزين فقط هم من ينالون التشجيع على إنجازاتهم، ومن يعطي التقدير هي البيئة التي يعمل فيها المنجز، فعلى سبيل المثال في الجامعات النشر العلمي أمر واجب على كل أكاديمي! لأن النشر بحد ذاته لا يعتبر إنجازاً، إنما الإنجاز عندما يفوز البحث بجائزة أو يكون فتحا علميا جديدا أو ربما تنشره مجلة مشهورة جدا في الحقل الذي يعمل به الكاتب.
في الكويت وجدت أن الاحتفاء بالإنجاز عكسيا، بمعنى أن الطفل ذا الـ٥ سنوات عندما يرسم الرسمة ذاتها التي رسمها البريطاني تجد أن القليل يحتفي به، وإذا كبر الطفل ذاته وتفوق ولم تسلط عليه وسائل الإعلام الضوء نجده يعيش فرحة إنجازه لوحده، وربما مع قلة حوله، لكن عندما يكبر ويبدأ يعمل تجده يجعل من الواجبات التي ينجزها إنجازا عظيما فيُحتفى به وكأنه حاز نوبل. وبما أننا استشهدنا بالغرب الأكاديمي فسأستشهد بجامعة الكويت، فقد رأيت بعيني لوحة كبيرة معلقة على غرفة أحد الكوادر الأكاديمية في الجامعة وقد وضعت في إطار فيها ملخص لبحث قام هذا الأكاديمي بنشره! وهذا يشعرني شخصيا بأن من علق اللوحة لا يجد التقدير الكافي من المؤسسة التي يعمل بها وهذا حق أصيل له أن يعلق على باب مكتبه ما يريد، لكن في الوقت ذاته هناك مشكلة في مدى تقييم الإنجاز عن الطبقة المثقفة.
أن تعلن جهودك أو إنجازاتك سواء كانت بحثية أو علمية أو في أي مجال أنت تبدع به فهو واجب عليك، فالدعاية اليوم من أهم مصادر المعرفة، ولولا الدعاية عن كتاب أو بحث أو حتى برنامج تلفزيوني هادف لما وصل إلى شريحة كبيرة من المهتمين، لكن أن تشعر بأن هذا العمل هو عمل لا مثيل له فهنا نختلف، ولعل أحد أهم الأسباب التي تجعل صاحب العمل يشعر بأنه إنجاز هو قلة المنجزين حوله، فالبيئة في الكويت ليست تنافسية، وكذلك في أحيان كثيرة يفرض المجتمع المجاملة على من ترسل له عملك، فيجاملك بالمديح المفرط إما لجهل عنده أو لخوف مما يكون في نفسك عليه.
نحتاج أن نعتز بالواجبات التي نقوم بها، ونحتاج أيضا أن ننشر أعمالنا للمهتمين بها، لكننا نحتاج أيضا أن ندرك أن هذه الأعمال لن تكون خالدة إلا إذا كانت متقنة والإتقان لا يأتي في بدايات الإنسان في الغالب، وإن كانت هناك نماذج تخالف هذا الرأي، وأذكر نفسي وإياكم بأن من قوانين الحياة الأساسية المراحل، فمن يسبق مرحلته دون نبوغ يحرق ذاته بسرعة!
لنشجع من يستحق وننتقد بإيجابية من يحتاج النقد، وليتنا نصدق في آرائنا خصوصا في مجالات التخصص، وتكون هذه الآراء مدعومة بالدليل والبرهان، فالتشجيع لا يعني أن نكذب إنما يعني أن نرفع من معنويات الشخص ونوجهه.
شوارد:
"ليس هناك خطوة واحدة عملاقة حققت الإنجاز، إنما الإنجاز مجموعة من الخطوات الصغيرة"
أنتوني روبنز.
http://m.aljarida.com/pages/news_more/2012811840
من المفاهيم التي وجدت فيها اختلافا كبيرا بين العرب والغرب وبشكل أدق بين الكويتيين والبريطانيين مفهوم الإنجاز، عند البريطانيين هناك علاقة طردية بين العمر والإنجاز، فإذا رسم طفل لا يتجاوز عمره ٥ سنوات رسمة لا نكاد نعرف ملامحها تجد المدرسة والوالدين والأهل يشجعونه حتى تشعر أحيانا أن طفلك سيكون بيكاسو عصره! وإذا الطفل ذو الـ١٢ ربيعا اجتهد فعمل شيئا مميزا عن أقرانه تجد التشجيع يناله من الجميع ويكرم بطريقة تليق بمستواه أمام الجميع، أما الكبار في بريطانيا فتجد المميزين فقط هم من ينالون التشجيع على إنجازاتهم، ومن يعطي التقدير هي البيئة التي يعمل فيها المنجز، فعلى سبيل المثال في الجامعات النشر العلمي أمر واجب على كل أكاديمي! لأن النشر بحد ذاته لا يعتبر إنجازاً، إنما الإنجاز عندما يفوز البحث بجائزة أو يكون فتحا علميا جديدا أو ربما تنشره مجلة مشهورة جدا في الحقل الذي يعمل به الكاتب.
في الكويت وجدت أن الاحتفاء بالإنجاز عكسيا، بمعنى أن الطفل ذا الـ٥ سنوات عندما يرسم الرسمة ذاتها التي رسمها البريطاني تجد أن القليل يحتفي به، وإذا كبر الطفل ذاته وتفوق ولم تسلط عليه وسائل الإعلام الضوء نجده يعيش فرحة إنجازه لوحده، وربما مع قلة حوله، لكن عندما يكبر ويبدأ يعمل تجده يجعل من الواجبات التي ينجزها إنجازا عظيما فيُحتفى به وكأنه حاز نوبل. وبما أننا استشهدنا بالغرب الأكاديمي فسأستشهد بجامعة الكويت، فقد رأيت بعيني لوحة كبيرة معلقة على غرفة أحد الكوادر الأكاديمية في الجامعة وقد وضعت في إطار فيها ملخص لبحث قام هذا الأكاديمي بنشره! وهذا يشعرني شخصيا بأن من علق اللوحة لا يجد التقدير الكافي من المؤسسة التي يعمل بها وهذا حق أصيل له أن يعلق على باب مكتبه ما يريد، لكن في الوقت ذاته هناك مشكلة في مدى تقييم الإنجاز عن الطبقة المثقفة.
أن تعلن جهودك أو إنجازاتك سواء كانت بحثية أو علمية أو في أي مجال أنت تبدع به فهو واجب عليك، فالدعاية اليوم من أهم مصادر المعرفة، ولولا الدعاية عن كتاب أو بحث أو حتى برنامج تلفزيوني هادف لما وصل إلى شريحة كبيرة من المهتمين، لكن أن تشعر بأن هذا العمل هو عمل لا مثيل له فهنا نختلف، ولعل أحد أهم الأسباب التي تجعل صاحب العمل يشعر بأنه إنجاز هو قلة المنجزين حوله، فالبيئة في الكويت ليست تنافسية، وكذلك في أحيان كثيرة يفرض المجتمع المجاملة على من ترسل له عملك، فيجاملك بالمديح المفرط إما لجهل عنده أو لخوف مما يكون في نفسك عليه.
نحتاج أن نعتز بالواجبات التي نقوم بها، ونحتاج أيضا أن ننشر أعمالنا للمهتمين بها، لكننا نحتاج أيضا أن ندرك أن هذه الأعمال لن تكون خالدة إلا إذا كانت متقنة والإتقان لا يأتي في بدايات الإنسان في الغالب، وإن كانت هناك نماذج تخالف هذا الرأي، وأذكر نفسي وإياكم بأن من قوانين الحياة الأساسية المراحل، فمن يسبق مرحلته دون نبوغ يحرق ذاته بسرعة!
لنشجع من يستحق وننتقد بإيجابية من يحتاج النقد، وليتنا نصدق في آرائنا خصوصا في مجالات التخصص، وتكون هذه الآراء مدعومة بالدليل والبرهان، فالتشجيع لا يعني أن نكذب إنما يعني أن نرفع من معنويات الشخص ونوجهه.
شوارد:
"ليس هناك خطوة واحدة عملاقة حققت الإنجاز، إنما الإنجاز مجموعة من الخطوات الصغيرة"
أنتوني روبنز.
http://m.aljarida.com/pages/news_more/2012811840
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق