كنت أتجول مع صديق في دبي وأنا ألبس اللباس الكويتي التقليدي، وهو عليه سمات الالتزام وتطبيق السنّة، عيون غير الإماراتيين والعرب في المجمع من البائعين كانت بين قليل مبتسم ومثله غير مكترث، أما الغلبة الغالبة فكانت في عيونها نظرات عدم الترحيب التي قد تمتد للكراهية! ما الذي ارتكبته أنا حتى أعامل هكذا؟ هل نشرت صوري في مجموعاتهم في وسائل التواصل على أنني مجرم خطير؟ تبادر إلى ذهني هذان التساؤلان وغيرهما، ولم تشغلني كثيرا لكن موقف "الجرسون" العربي معنا فجر القضية في عقلي.
الرجل أتى حيث نجلس وعاملنا بجفاء ليس فيه قلة أدب حتى لا نشتكيه! وعامل أجانب يجلسون خلفنا بضحك وابتسامة ولين، وما آلمني أننا وصاحبي ابتسمنا له وشكرناه على تقديم قائمة الطعام لنا، لكن كانت ردة فعله أن أرسل لنا غيره ليقوم بخدمتنا!
بدأت أفكر لماذا هذه الكراهية تجاه أشخاص لا تعرفهم؟ وبعد أن سألت "بعض" الصريحين من إخواننا العرب وأصدقائنا غير العرب ممن يعلمون في دول الخليج العربي، وفي وظائف مختلفة فوجئت بحجم الإهانة التي يشعر "بعضهم" بها، وعندما كان سؤالي: لماذا تتحملون الإهانة؟ تطابق جوابهم بالقول "أكل العيش صعب!".
بكل تأكيد لا نعمم هذه المعاملة السيئة تجاه من يعملون في بلداننا، فهناك الكثيرون ممن يحترمون الآخر لكن علينا أن نعترف أيضا أن هناك كثيرين جدا لا يعاملون غير بني جنسيتهم معاملة حسنة! فبعضهم يراهم دون مستواهم وكلمات مثل "شكراً، لو سمحت" مع ابتسامة لا تمر في قواميسهم، فكيف هي حال خدم المنازل في بيوتهم!
فالرقي في التعامل يجب أن يكون سمة رئيسة في مجتمعاتنا الخليجية، فنحن ورثنا إكرام الضيف عن آبائنا، ولا أعرف أحدا قال إن إكرام الضيف يكون من خلال الأكل والشرب فقط، بل هو غذاء وحسن معاملة، ولم أجد في كتب التاريخ حادثة تدل على أن الضيوف الذين يجب أن تكرمهم يجب أن يكونوا في مستواك!
الرقي في التعامل وحسن الخلق يحب أن نرسخهما في عقول أبنائنا من خلال إجبارهم على كلمات الشكر والاحترام لمن يعملون في بيوتنا أولا، أو من يوصلون الطلبات ثانيا، وقبل هذا وذاك التعامل باحترام فيما بينهم، ولن يطبق الأبناء ما نقوله ما لم نكن نحن نطبقه، فالقدوة الحسنة أفضل دروس الحياة. العاملون في بلداننا لهم من الحقوق الأخلاقية والأدبية الشيء الكبير في أعناقنا، وللأسف ينسى الكثيرون أن بعد هذه الدنيا حسابا، وأن من يحاسب هو "الله" الذي لا يظلم أحداً، ولا تضيع عنده الحقوق، فقوانين بلداننا لا تعطينا نحن، أهل البلد، كامل حقوقنا، فما بالك بالضعفاء والمغتربين بين ظهرانينا؟
أتمنى أن تلتفت الحكومة لهذه الشريحة وتسنّ مع مجلس الأمة تشريعات "تطبق" ولا ترمى في الأدراج لهؤلاء الضعفاء، ليحصلوا على حقوقهم دون واسطات، فمن يظلمهم لن يردعه الوازع الديني لأنه أعمى البصيرة.
وإليك عزيزي القارئ أقول: لا تتوقع الابتسامة من عامل، أو جرسون، أو بائع أو موظف ما لم تكن تملكها أنت! ومن تجربة ما عاملت أحدا باحترام وابتسامة وكلمة طيبة إلا بادلني فعلي وأكثر، أو على الأقل أجبرته ابتسامتي وحسن خلقي على احترامي خصوصا أنه إنسان والإنسان تأسره المعاملة!
شوارد:
حب البشر دون احترام يعني اعتبارهم حيوانات مفضلة، ومعاملتهم دون حب يعني اعتبارهم حيوانات حقيرة"!
(مثل صيني).
http://www.aljarida.com/news/index/2012809286/ترانيم-أعرابي--والله...--إنهم-بشر-
الرجل أتى حيث نجلس وعاملنا بجفاء ليس فيه قلة أدب حتى لا نشتكيه! وعامل أجانب يجلسون خلفنا بضحك وابتسامة ولين، وما آلمني أننا وصاحبي ابتسمنا له وشكرناه على تقديم قائمة الطعام لنا، لكن كانت ردة فعله أن أرسل لنا غيره ليقوم بخدمتنا!
بدأت أفكر لماذا هذه الكراهية تجاه أشخاص لا تعرفهم؟ وبعد أن سألت "بعض" الصريحين من إخواننا العرب وأصدقائنا غير العرب ممن يعلمون في دول الخليج العربي، وفي وظائف مختلفة فوجئت بحجم الإهانة التي يشعر "بعضهم" بها، وعندما كان سؤالي: لماذا تتحملون الإهانة؟ تطابق جوابهم بالقول "أكل العيش صعب!".
بكل تأكيد لا نعمم هذه المعاملة السيئة تجاه من يعملون في بلداننا، فهناك الكثيرون ممن يحترمون الآخر لكن علينا أن نعترف أيضا أن هناك كثيرين جدا لا يعاملون غير بني جنسيتهم معاملة حسنة! فبعضهم يراهم دون مستواهم وكلمات مثل "شكراً، لو سمحت" مع ابتسامة لا تمر في قواميسهم، فكيف هي حال خدم المنازل في بيوتهم!
فالرقي في التعامل يجب أن يكون سمة رئيسة في مجتمعاتنا الخليجية، فنحن ورثنا إكرام الضيف عن آبائنا، ولا أعرف أحدا قال إن إكرام الضيف يكون من خلال الأكل والشرب فقط، بل هو غذاء وحسن معاملة، ولم أجد في كتب التاريخ حادثة تدل على أن الضيوف الذين يجب أن تكرمهم يجب أن يكونوا في مستواك!
الرقي في التعامل وحسن الخلق يحب أن نرسخهما في عقول أبنائنا من خلال إجبارهم على كلمات الشكر والاحترام لمن يعملون في بيوتنا أولا، أو من يوصلون الطلبات ثانيا، وقبل هذا وذاك التعامل باحترام فيما بينهم، ولن يطبق الأبناء ما نقوله ما لم نكن نحن نطبقه، فالقدوة الحسنة أفضل دروس الحياة. العاملون في بلداننا لهم من الحقوق الأخلاقية والأدبية الشيء الكبير في أعناقنا، وللأسف ينسى الكثيرون أن بعد هذه الدنيا حسابا، وأن من يحاسب هو "الله" الذي لا يظلم أحداً، ولا تضيع عنده الحقوق، فقوانين بلداننا لا تعطينا نحن، أهل البلد، كامل حقوقنا، فما بالك بالضعفاء والمغتربين بين ظهرانينا؟
أتمنى أن تلتفت الحكومة لهذه الشريحة وتسنّ مع مجلس الأمة تشريعات "تطبق" ولا ترمى في الأدراج لهؤلاء الضعفاء، ليحصلوا على حقوقهم دون واسطات، فمن يظلمهم لن يردعه الوازع الديني لأنه أعمى البصيرة.
وإليك عزيزي القارئ أقول: لا تتوقع الابتسامة من عامل، أو جرسون، أو بائع أو موظف ما لم تكن تملكها أنت! ومن تجربة ما عاملت أحدا باحترام وابتسامة وكلمة طيبة إلا بادلني فعلي وأكثر، أو على الأقل أجبرته ابتسامتي وحسن خلقي على احترامي خصوصا أنه إنسان والإنسان تأسره المعاملة!
شوارد:
حب البشر دون احترام يعني اعتبارهم حيوانات مفضلة، ومعاملتهم دون حب يعني اعتبارهم حيوانات حقيرة"!
(مثل صيني).
http://www.aljarida.com/news/index/2012809286/ترانيم-أعرابي--والله...--إنهم-بشر-
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق