السبت، 5 أكتوبر 2013

سلة العقول


عقول الناس كأصناف الفاكهه فكل نوع له نوعيته الخاصه التي تميزه عن غيره والراغب في الأكل يتخير الفاكهة بحسب رغبته أولا ثم بقدر المال المتوفر في جيبه وثالثا بحسب المكان الذي يعيش فيه ! ، فلو رغبت أن تأكل البطيخ في فصل الشتاء سيكون ذلك صعبا نوعا ما ولكنه غير مستحيل والأمر ينطبق على كل الفواكه.


أنماط عقول البشر متنوعه -كما أفهمها أنا دون دراسه أو تخصص- كما أنها قد تعطيك شكلا خارجيا متأنقا يجذبك إليه جذباً وعندما تزيل القشرة تتفاجأ بمقدار الحموضة والعفونه أحيانا الموجودة وراء الستار ، أو أنك تستمتع بالطعم وعندما تنتهي تزول تلك المتعه بزوال لذه ما أكلت عن لسانك وبذلك تكون هذه العقول عقول لحظية إن صحت التسمية لا تصلح إلا للحظات ثم ينتهي مفعولها .


فالعقل البرتقالي -من البرتقال- لا يعتمد على الحجم ليزودك بما تريد فقد يكون الشكل جذابا واللون يشد الناظر إليه وما إن تزال القشرة وينطلق هذا العقل بالحديث حتى تجد نفسك تهضمه وهو خالي من السكر شديد الحموضة بالكاد يبلع ولكنك تجامل حموضة أفكاره بالسرحان والابحار في خيالك بأن الدواء شر لا بد منه وتحاول قدر الإمكان أن تأخذ الحكمه من تحت قشور الحمضيات ، والعقل البرتقالي أصناف منها الجيد الذي يستسيغه عقلك دون متعه ومنها ما هو حلو المذاق راقي الأفكار تهضمه لأنه حولك إلى معجب كبير به من أول قضمه ، حموضته لذيذة تجعل عقلك يتأمل الجمال في الحامض ويتفكر في بديع صنع الخالق الذي جعل فيه مذاقا حلوا وتتزود بما تحتاج إليه من فتامين الثقافه والمعرفة.


أما العقل البطيخي فمن اسمه سواءا أكان حامضا أم حلوا أو بلا طعم فهو بطيخي لا يسمن ولا يغني من جوع ومهما أكلت منه لا تشبع أبدا فهو عقل يجعلك تتلف أفكارك إن لم تنتبه لنفسك ولا بد لك من رمي الأجزاء الزائدة عن حاجتك بعد أكل ما تريد وهذا العقل يتميز بكبر الحجم الخارجي وتوفره بكثرة وهو متاح للجميع وفي الغالب يكون بلا فائدة تذكر وإن ذكرت فإنها لا ترسخ في العقل طويلا.




وهناك العقل الفراولي له عشاقه الذين لا يتخلون عنه مهما غلا ثمنه وزاد سعره لونه الأحمر يجذبك إليه على صغر حجمة لكنه متميز للبعض يهضم لوحده وإن استعصى هضمه جذبك نحوه من خلال غمسه بالسكر فيكون الطعم الفكري له مقبولا وفي غالب الأحيان مفيدا عيبه أنه لا يصلح إلا لفئة معينه تحبه وتعرف كيف تحمل منه على ما تريد.





أما العقل الكمثري فهو عقل صعب الهضم قوي القشرة لا يحبه الكثيرون ويجبر على أكله بعض الناس لأنه يكون مفروضا فرضا ويجبر غيره على أن يأكلوا أفكاره ويهضمونها وفي الغالب يكون مصيره في سلة الفواكه من نصيب البكتيريا التي تأكله حتى يسود لونه ويلقى في سلة المهملات.





وهناك عقل يجمع بين المشمش والخوخ والكيوي يصلح إن كان حلوا وفي مزاج معتدل ولا يأكل إلا في مواسم معينه يحبه الكثيرون إن كان في وقته أما حين يكون في غير ذلك فلا يقرب منه إلا الحامل التي تتوحم أو السمين الذي يحاول أن ينقص وزنه وكذلك الولد التي تغصبه أمه على أكله وفي هذا الوقت تكون أفكارة وقتيه لا يتأثر بها من يتذوقها.



أما العقل الموزي فهو العقل الذي يتقبله الجميع لانه صاحب شكل مميز معروف باطنه دون الحاجة لإزالة قشرته سلسل الهضم طيب المذاق مليئ بالفيتامينات والفوائد لا يحتاج إلا الكثير ليعبر عن جماله فهو قد اكتسب شهرته من خلال جودته وتميزه يحصل الجميع عليه الغني والفقير السمين والنحيف الرجل والمرأه شرطه الوحيد أن ينضج قبل أن يؤكل ومن يستعجل قطافه يدمره.



وهناك العقل المنجاوي العقل التفاحي و العقل التمري والعقل الليموني وغيرها الكثير من العقول المتنوعه ، والذكي فينا من يعصر هذه العقول في خلاط التمعن ويضيف عليها سكر الإنصات ويضعها في كأس التفكر ويلقي داخلها ثلج الصبر ويحمله بيد التحمل ويشربه بفم من طيب الكلام وبعدها يرجوا الفائدة.


كنت أريد أن أكتب مقال صريحا واضحا حول هذه العقول ولكني آثرت أن اجعله رمزيا وأترك لعقولكم الإبحار في الخيال وتصنيف من تعرفون وتضيفون ما تريدون حتى تعم الفائدة .


للجميع ودي :)

هناك تعليقان (2):

  1. عاد احنا كلش ما نحب الرموز ولا نفهم الإيحاءا :P

    عقلك جميل..وقلمك أجمل..

    بالنوفيق :)

    ردحذف
  2. أهلا وسهلا بصديق المدونه الكاتب أحمد الحيدر:)

    انت ممن تدين لهم المدونه بالكثير

    شكرا لمشاركتك ومساهمتك واتمنى ان تحل الرموز على ارض الواقع:)

    مودتي

    ردحذف

مشاركة مميزة

إلى لقاءٍ يا فهد

    الموت هو ذلك الزائر الذي لا يقوى عليه أحد من البشر! ، يأتي للمستبد المتجبر فيسلب منه روحه دون مقاومة أو حرب! وهو ذاته الذي يز...