مسيرة كرامة وطن الأولى كانت يوما مشهودا في تاريخ الكويت الحديث فهذا اليوم سيؤرخ به كسنة الطاعون والهيلق أو سنة الغزو ، كان يوما لا ينسى حين اجتمع المواطنون في أماكن التجمعات للاعتراض بسلمية على مرسوم الضرورة الذي اصدره الأمير ، ورغم الافراط في استخدام القوه إلا أن المسيرة خرجت بشكل مشرّف.
تبع هذه الأحداث مسيرة كرامة وطن الثانية لكن هذه المرة المنظمون حاولوا تحاشي الاصطدام مع الأمن فغيروا المكان من شاطيء الخليج العربي إلى أرض المعارض بمشرف ومع ذلك حصل التصادم بصورة أقل ونجح المتظاهرون من الشعب بالتعبير بسلمية عن رفضهم القاطع لمرسوم الأمير الخاص بتعديل بالدوائر.
بعد نجاح هذه المسيرتين يرد تساؤل هنا لماذا لا يحاول المنظمون والقائمون على حساب كرامة وطن في تويتر بتقديم الترخيص بشكل علني أمام الشعب الكويتي للحكومة خصوصا وأن الأمر قد تم في المسيرة الثانية لكن الوقت كان ضيقا فلم يتم التوافق!
أنا مؤمن بأن من حق الشعب المسير دون الحاجة إلى ترخيص أو إذن لكن بما أن المطالب واضحة والهدف معلن وهو اسقاط مرسوم الضرورة والترخيص سيجنب الناس العنف والتدافع والاحتكاك مع قوات الأمن فطلب الترخيص سيفوت على المشككين في أن المسيرة من تنظيم بعبع عصرنا الحديث الاخوان! هذا الأمر ، وهنا قد يصفني البعض بالسذاجة لأنني اساير حكومة كذبت كثيرا وماطلت أكثر في تطبيق القانون لكن هؤلاء الأصدقاء يتناسون أن من العقل فضح الكاذب أمام الملأ فلربما ارتدع!.
أمر آخر أود طرحه نحن خرجنا وسنخرج دفاعا عن الدستور كما نعتقد ولذلك لا عداوة أبدا مع الأسرة الحاكمه ومن يصور حراك الشباب الكويتي على أنه ثورة عليه أن يعيد النظر فالمسيرات حدثت كثيرا في تاريخنا المعاصر وكلها للمطالبه بتعديلات وحقوق يعتقد أصحابها أنهم سلِبوها ، ولم تقتصر المسيرات في تاريخنا السياسي على تلك المعارضه فقط بل جميعنا يتذكر هتاف الكويتيين في عهد عبدالله السالم الصباح ابو الدستور "يابوسالم عطنا سلاح" بعد تهديدات عبدالكريم قاسم وهي المسيرات ذاتها التي خرجت في شوارع الكويت وعواصم العالم يطالب فيها هذا الشعب الحر برجوع الكويت وحكامها عندما غزانا الجار الشمالي 1990.
برأيي أن مطالب الحراك واضحه ومن باب أولى تغليب العقل على المصالح الشخصية اليوم وانا هنا أخاطب المعارضه ممثله بنهج والتيارات السياسية والكتل الشبابية ، خروجنا في مسيرة مرخصه مكسب للحراك حيث أن الكثيرين إما خائفين من الالتحاق بالمسيرة بسبب القمع الأمني وإما ينظرون للأمر من زاوية شرعية قانونية وفي كلا الحالتين وجود الترخيص يزيد الأعداد فالهدف ليس زعزعه أمن البلد إنما التعبير بسلمية عن رفض المواطنين للمرسوم وقد نجح الأمر في ساحة الإرادة عندما استجاب الأمير للشعب وأقال الشيخ ناصر المحمد من رئاسة الوزراء.
ان المطالب السلمية بدأت تؤتي ثمارها فحملة المقاطعه للانتخابات ترشيحا وتصويتا بدأنا نشاهد نجاحها فحتى اليوم لم يترشح إلا قلة قليلة جدا من الكفاءات أما البقية فيعرف الشعب من هم وما هي الشبهات التي تدور في أفلاكهم ومستوى عقولهم ورائحة الطائفية البغيضة التي تفوح من الكثيرين منهم وللأسف.
هناك اصوات نشاز من الطرفين عليها أن تتوقف حالاً ففي فريقنا البرتقالي من يصيح بصوت مزعج خارج السرب ويربط حراكنا بأنظمة خليجية أو ربما تمنى أن يتزامن حراكنا مع حراك خليجي عام ، وهذا لعمري غير صحيح فكما أن كل كويتي حر يتمنى أن تتخلص الشعوب الخليجية من الإستبداد الواقع عليها لن نكون نحن مسعري هذه الحرب فعلاقتنا مع أسرة الحكم علاقة توافقيه عقدية مبنية على دستور ومن قبله رضا تام بين طرفين أما علاقة شعوب الخليج بالكثير من حكامهم هي علاقة سيف ومنسف والحوار بعيد كل البعد عن أجوائهم القمعيه.
وأما في الطرف الأزرق فهناك بعض الأغبياء وأنا أعني ما أقول ، نعم أغبياء عقولهم غير موجوده يرددون كل ما يقال وينشر يخونون الطرف الآخر ويصفونهم بالخوارج والغوغائيين ومثيري الشغب واللفو!! وتناسى هؤلاء عمدا أننا نعيش في دولة مؤسسات لنا مالهم وعلينا ما عليهم فنحن شركاء في هذا الوطن الذي يحتكرونه لأنفسهم فقط وإن كان هناك سبب لهذا الخلل الإجتماعي الموجود فالحكومة وتجنيسها العشوائي وتركها البدون المستحقين للجنسية دون حل هو السبب الأوحد في هذه المشكله فالأصل أن تنتقدوا الحكومة لا الشعب.
الطرف الأقوى والذي سيحسم هذا الأمر هو الطرف الأبيض كما أسميه يقف على الحياد لا تعجبه جرأة البرتقالي ولا تخاذل الأزرق يرى أن الطرفين مخطئين وغالبهم من احتكاكي بهم يحمِلون الحكومات السبع الماضيه سبب تراجعنا وتخلفنا ومن قبلها حكومات كان همها وهدفها القضاء على الدستور ووأده لكن في الوقت ذاته لا يرضون عن بعض رموز المعارضة رغم قناعتهم أن الحراك الشبابي لا يأتمر بأمر نواب الأغلبية.
أختم بأنه يجب على شباب كرامة وطن اثبات حسن النوايا لنا وللشعب الكويتي وتقديم طلب الترخيص قبل موعد المسيرة القادمة بخمسة أيام وفعل ما تمليه عليهم المصلحة الوطنية دون الالتفات لا لمصالح النواب ولا المتنفذين ويركوا الحكم بعد ذلك للشعب ليقرر في حال رفض الداخلية التصريح.
الكويت طالما كانت واسطة خير لحل مشاكل الدول الأخرى ومجالس الأمة منذ تأسيسها دائما ما تقف مع الحق وتدافع عن حقوق الشعب وتطالب بتطبيق العداله ، ومن العدالة أن لا نصطدم مع رجال الأمن فهم أخوتنا فالفوضى لا ينفع معها العقل إن تمكنت ، ندائي للعقلاء من شباب وطني الذين أساندهم بأن يطردوا حظ الشيطان ويقدموا طلب الترخيص
والنداء موصول للحكومة بأننا شركاء في الحكم بنص الدستور وكلمات أمير البلاد الأخيره.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق