في كل عام يقام في الكويت معرض الكتاب وهذه السنة سيكون المعرض في 21-11-2012 في أرض المعارض الدولية في منطقة مشرف ، وسيتم تداول نكتةٍ عبر الأجهزة الذكية مفادها أن فلانا سيزور المعرض لشراء كوب الذرة الشهير عند البوابات وهذا لا حرج فيه أبدا بل يجوز ويسد الجوع ويعطي الزيارة نكهة جميله.
لماذا نزور معرض الكتاب هل من أجل سد وقت الفراغ الذي نعيشه أم أن هناك حاجة ماسة فعلاً للزيارة؟ أعتقد أننا كشعوب عربية وخليجية نحتاج هذه المعارض أكثر من غيرنا كوننا نقبع في آخر ركب الحضارة ومن أساسيات صنع الحضارة أن نكون مجتمعا قارئاً مطلعاً ومنتجاً للكتب أيضا فمن يقرأ يكتب هذه هي المعادلة ببساطة.
كيف أذن نستفيد من زيارتنا لمعرض الكتاب وكيف ننجح في استغلال الوقت الذي نقضيه فيه استغلالا جيداً ، تحقيق هذا الهدف يكون من خلال وضع قائمة بأسماء الكتب ودور النشر التي يهتم بها كل زائر من خلال تفحص فهرس المعرض ومن فضل الله علينا هذه الأيام أن فهارس المعارض باتت إلكترونية والبعض فيها يتم بسهولة ويسر ،فمن يهتم بالأدب سيجد دور نشر كثيرة تثري مكتبه وأسماء كتب أكثر ومحبو التاريخ والعلوم الاجتماعية والانسانية والفلسفة وغيرها سيجدون مرادهم أيضا.
من وسائل وضع القائمة أيضا سؤال أهل الثقافة والمكتبات وقد سهل لنا تويتر الأمر كثيراً فصار عندنا حسابات متخصصه في الكتب ونقدها مثل حساب موقع أصدقاء القراءة "Rfriends_" الذي يتابعه الكثير من القراء ينقلون من خلاله تجاربهم كما أن بالإمكان زيارة موقعهم والإستفاده منه ، وإلى جانب هذا هناك بعض المثقفين ممن ينشرون قوائم بأحدث الإصدارات وأكثرها قيمه ليستفيد منها الزائر للمعرض وهذا جهد مبارك منهم أسأل الله تعالى أن يجعل عملهم في موزاين حسناتهم.
بعد إعداد القائمة على زائر المعرض أن يختار وقتاً مناسباً للزيارة وأفضل الأوقات في الصباح خلال أيام الأسبوع حيث لا يكون هناك ازدحام كبير ، والأفضل تقسيم الزيارات للمعرض على عدة أيام فيوم يكون مخصصا لشراء ما في القائمة يوم مخصص للتسوق وسؤال الناشرين والتعرف عليهم ويوم لحضور الفعاليات التي تقام على هامش المعرض وهذه الأنشطة فيها فائدة عظيمة يغفل عنها بعض الزوار.
من فعاليات المعرض مواعيد توقيع الكتاب على اصداراتهم الجديدة وعلى الرغم من أن لدي وجهه نظر خاصه في مسألة التوقيع على الكتاب إلا انه في الوقت ذاته أشجع أي مشتري لكتاب أن ينتهز فرصة جلوس المؤلف للتوقيع لعدة أسباب منها تشجيع المؤلف فعندما يجد أن هناك اقبالا على كتابه سيشعر بالفرح وهذا من ادخال السرور على قلب المسلم ، كما أن اللقاء بالمؤلف من اسباب التحاور معه حول الكتاب أو اصدارات المؤلف السابقة إن وجدت.
وهنا لابد من التنويه إلى أمر مهم يغفل عنه الكثير من القراء وهو مراسلة المؤلف بعد انتهاء قراءة اصداره وانتقاده بإيجابية وشكره على جهد فكثرة المدح تنتج جيلاً من الكتّاب يحسبون أنهم يحسنون صنعا ، فلا تتردد أبدا أخي القاريء في انتقاد أي كتاب تقرأه ولا تقل من أنا لأنتقد بل قل أنا قاريء واعٍ ووجهه نظري ستفيد المؤلف ولا تهتم كثيرا بجواب من راسلت فليس كل الكتاب سواء فبعضهم صاحب عقل صغير يحسب أن النقد مساس بشخصيته وبعضهم صاحب قلب كبير يتقبل النقد ويحاورك ويبدي وجهه نظره فيما كتبت وبعضهم لا يملك الوقت ليرد فاعذره وادعوا له.
هل القراءة للكبار فقط! بالطبع لا فتكوين جيل قاريء هي مسؤوليتنا جميعا ، فكل أب و أم ومعلم ومعلمة وأخ وأخت يتحمل مسؤولية صنع هذا الجيل ، ومن جميل صنع ادارة المعرض أن خصصت صالة كاملة للأطفال فيها مجموعة مكتبات متخصصه بكتب وقصص الصغار فاحرص على أخذ أطفالك اليها ولا تنسى أن تساعدهم في اختيار القصص لكن لا تفرض عليهم ما يقرؤون واترك المجال لشخصياتهم تنمو وتكبر وليت أولياء الأمور يقللون من كتب التلوين فهي قد تنفع ولكن نفع الكتب أكبر بلا شك.
هل ينتهي الأمر عند شراء الكتب؟ بالطبع لا فمهمة المثقف أن يقرأ كثرة الكتب لا تعني الثقافة كثرة القراءة هي الثقافة ولذلك وضع خطة للقراءة خلال العام أمر ايجابي والإلتزام بها أمر مهم ولا تنسى عزيزي زائر المعرض أن تشتري كوباً من الذرة عند خروجك فهذا الكوب من مشاهير المعارض!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق