الأحد، 20 نوفمبر 2011

سَنةُ الاقتحام

دأب أجدادنا في الكويت كما هو حال أجداهم من العرب بتأريخ الأعوام بأسماء أحداث كبيرة حدثت فيها فمن عام الفيل مروراً بعام المجاعة وانتهاءً بسنواتنا الكويتية سنة الطبعه وسنة الهيلگ وسنة المجلس وأخيراً سنة الهدامه وعام ٢٠١١ عند العالم العربي يسمى عام الربيع وسنة الإقتحام عند الكويتيين بعد أحداث الأربعاء الماضي.

كنت قد كتبت مقالاً في مارس ٢٠١١ عنونته ب"هل باعت الثيران الثور الأبيض" أُحذر فيه الشباب من الإنجراف وراء النواب وترك قياده التحرك ضد الفساد وضد الرشاوي للنواب كون الشباب ينطلقون من قناعاتهم وبعض النواب ينطلقون من أجنداتهم وخلافاتهم الشخصية مع رئيس الحكومة وحساباتهم الانتخابية ومباديء أحزابهم ويبدو أن الحكومة والنواب نجحوا في أكل الثور الأبيض وتحجيم دوره فصار الشباب يمشون وراء النواب لأنهم لم بجدوا دعماً من الأغلبية المتذمره من المجتمع التي تكتفي بالشعارات وتمتنع عن دعم الشباب حتى أُجبرت هذه القوى الشبابية للتعاضد مع النواب من أجل ايقاف الفساد والعبث بالدستور.

صمت هذه الأغلبية السلبي وانتظارها حدوث المعجزه وقيام تيار مثالي بعيد عن الساحة السياسية ونوابها وتياراتها هو ما دفع الشباب -وأنا منهم- للانضمام للاعتصامات التي يقيمها تجمع نهج الغطاء الشبابي للنواب فبحسب ماوصلني من بعض الشباب العاملين أن للنواب تأثير كبير على قرارات التجمع ، كما أن سلبية الأغلبية الصامته وانتظارهم خروج رجالات الدولة وأعيانها ومشايخ الدين أحد أسباب تردي الأوضاع ،فهذه الأغلبيه تريد التحرك كردة فعل لنداءات هؤلاء والأعيان ومن يسمون برجالات الدولة ربما ينتظرون اسارات التأييد من هذه الأغلبية والكويت في النهاية هي الخاسر الأكبر.

بعد يوم الإقتحام يوم رجوع بيت الأمة للأمه يوم الإعتداء على المرافق العامه يوم اعاده الهيبة للدستور سمِهِ ما شئت بعد هذا اليوم الحزين الذي لم تكن الأغلبيه تتمنى حدوثه خرج من يوزع صكوك الوطنية والولاء من الجانبين وهذا لعمري أخطر على الوطن من ردة فعل الشباب ودخولهم للمجلس الذي لا أؤيده تحت أي مبرر لكني أتفهم سبب حدوثه.

الوطنية يا سادتي ليست قلة الأدب مع الخصم السياسي وليست ثقافة الصراخ والتخوين ، الوطنية ليست كلمات شعر ونشيد وطني وصور تُعلق هنا وهناك

الوطنية لاتكون من خلال تهميش فئات في المجتمع وزيادة لظى نار الفرقة وتقسيم المجتمع إلى طوائف وفئات وطبقات سعى لإذابتها الإستقلال وقننتها الدولة المدنية،الوطنية ليست اعلاماً فاسداً يقتطع الحقائق ويظهر للمجتمع نصف الصورة ليمرر رسائل يريدها ذالوطنية تربية وخلق الوطنية قدوة بالأفعال الوطنية عمل وتطبيق.

لنجعل هذه السنة سنة اقتحام عقليات وأفكار باليه سنة اقتحام للعادات والتقاليد المقيّدة للوحدة الوطنية ،اقتحموا قلاع مصالحكم وضعوا مكانها المباديء وكم كنت أتمنى أن أشاهد اعتصامات لرفض الكوادر وترفع شعارات القضاء على جشع التجار ثم اعتصامات لرفض هدر المال العام ورفع شعارات الكويت ليست بقرة حلوب ثم اعتصامات لمحاسبة الراشي والمرتشي والمتقاعس والكذاب من نواب مجلس الأمة والحكومة المعارضيين منهم والمؤيدين.

ولنوصل رسالة مفادها أن التجمع في ساحة الارادة لا يعني أبداً أننا حضرنا لنصرتكم أيها النواب والتصفيق لكم وجودنا للتعبير عن رفضنا للفساد والعبث بالدستور وبعضكم جزء من هذا العبث ،أعرف العشرات ممن يحضر لساحة الإراده خوفاً على الكويت ودستورها يجلسون لأنهم فهموا أن الوطنية لا تعني ليست حكراً على أحد والكويت تسع الجميع ولتتعرف على هؤلاء كل ما عليك فعله دخول مواقع التواصل الاجتماعي لتجدهم يكتبون بكل مصداقية نحن مع الحفاظ على الدستور والتجمع السلمي في ساحة الارادة وضد النواب والأشخاص الذين اقتحموا المجلس.

يا أبناء الأغلبية الصامته حضوركم تعبير بالفم مليان الشعب يريد اقتحام أسوار الفساد وتطبيق القانون والحفاظ على الدستور.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

إلى لقاءٍ يا فهد

    الموت هو ذلك الزائر الذي لا يقوى عليه أحد من البشر! ، يأتي للمستبد المتجبر فيسلب منه روحه دون مقاومة أو حرب! وهو ذاته الذي يز...