الجمعة، 10 فبراير 2012
كـــحـــلٌ ولــــحــــيه!
انتهت الانتخابات وبانتهائها يفترض أننا نطوي صفحةً جديدة من تاريخ الكويت ، نتائج الانتخابات أفرزت مجلساً يمثل معارضة شرسةً لسياسات الحكومة السابقة كما أن الانتخابات أظهرت للعيان بداية انهيار وتقسيم المجتمع إن لم تتدارك القوى التيارات السياسية وأصحاب القرار أيضا هذا الانهيار وتُقوي دعائم البيت الكويتي الذي بدأت جدرانه تتصدّع.
السؤال الذي حيرني ولا يزال يُحيرني هل فوز المعارضة أمر ايجابي ودليل على انتقالنا لمرحلة قادمة أم مجرد رسالة عاطفية يوصلها الشعب كالعادة لصناع القرار؟ ، هل فوز التيار الاسلامي دليل على علوّ كعبه أم أن الأمر مجرّد انتقام من تيار ليبرالي فشل في اظهار موقف واضح ازاء تجاوزات المرحلة السابقة؟ وهل سقوط د.حسن جوهر وصالح الملا وأسيل العوضي ونجاح الجويهل والفضل وعبدالحميد دشتي دليل على أن كل فئة من المجتمع بدأت تحاسب من تظن أنه لم ينفّذ أجندتها؟
تساؤلات كثيرة ترافقها اشارات ايجابية جاءت عبر صناديق اقتراح الدائرة الرابعه والخامسة اذا خرج بعض النواب على العرف القبلي ولم يخوضوا الانتخابات الفرعية وحصدوا المراكز الأولى وكذلك وجدنا تمثيلاً لا بأس به للأقليات التي لا يمكنها الفوز بأصوات قبيلتها فقط وهذا أمر يحسب للقبائل في هذه الانتخابات.
المعارضة الآن تقع على عاتقها الآن مهمة صعبة جداً الا وهي توحيد الجهود وانشاء كتلة معارضة لها أهداف اساسية واضحة منها تعديل الدستور نحو مزيد من الحريات ، اقرار قانون الاحزاب والدائرة الواحدة ، اقرار قانون عقلاني يحارب الفساد ، العمل على محاسبة الحكومة والنهوض بالكويت نحو مجتمع مؤسسي حقيقي بعيد عن المحسوبيات والواسطات التي تدخلت في كل شيء.
الغريب أن نواب المعارضة من الاسلاميين طرحوا فكرةً أنا من مؤيديها في حقيقة الأمر وهي تعديل المادة الثانية من الدستور لكنني لست من الموافقين على طرحها في هذه الفترة الزمنية ، يعلم النواب علم اليقين أن تعديل أي مادة من الدستور يلزمها موافقه غالبية أعضاء المجلس وكذلك الأمير ولذلك الدخول في داومة صراع نحن لسنا محتاجين اليه هو استجداء لعواطفنا وهذا ما لا يقبله أحرار ساحة الارادة بعد اليوم.
الاسلام دين العدل والحرية والمساواة والتطور والرُقيّ والحضارة الإسلام دين يصلح لكل زمان ومكان لا خلاف على هذا الأمر نهائياً،الاشكال في أن من يطالب بتعديل المادة الثانية من الدستور ليس لديه وجهة نظر واضحة حول هذا التعديل ففي دولتين مجاورتين لنا لا يطبق من الاسلام سوى الحدود لكن الربا منتشر والظلم متفشي والجور ظاهرهٌ والعدالة الاجتماعية غائبه،فمن يريد تطبيق الاسلام فيعمل على تهيئة الأرضية لذلك.
اليوم نريد من كتلة المعارضة التي وصلت للبرلمان برنامجاً واضحاً للمرحلة القادمة لا نريد رؤية وجهة نظر سلفية وأخرى حدسية وثالثة شعبية ورابعة قبليه ، أحرار ساحة الإرادة يريدون نظاماً قضائياً عادلاً نظاماً تعليمياً متميزاً نظاماً صحياً على مستوى عالي وكذلك تخطيطاً للمستقبل بشكل مدروس.
لا أعتقد يا نوابنا الأفاضل أننا خرجنا للساحات معكم وضرب بعضنا وسجن آخرون لأننا نريدكم بعد وصولكم أن تختلفوا نحن أوصلناكم لتخدموا الكويت وتوفروا لنا حياة أفضل ، وصولكم للمجلس يعني أن تشرعوا قوانين تخدم مصالح البلاد والعباد تكونوا يداً واحده فأهل الكويت يعولون على هذه المرحلة كثيراً.
لن أكذب عليكم أيها القراء فأنا متشائم من الأداء النيابي القادم مالم تكن هناك خطة عمل واضحة يخرجها لنا الأعضاء في الأيام القادمة برنامج اصلاحي يُعلن للجميع ويحاسب الشعب الكويتي كل من يحيد عن هذا البرنامج ومن هنا أدعوا الشباب الكويتي الحر الذي وقف وكافح الفساد أدعوه أن يجمع كل نائب يسمي نفسه نائباً اصلاحياً لمؤتمر وطني تطرح فيه وثيقة تعالج قضايا الوطن العاجلة ويوقع عليه الجميع.
بعد وضوح الرؤية لن نحتاج لخطابات رنانه وتفسيرات فلسفية لكل نائب ووزير ، سيكون لدينا خطة عمل واضحة نحاسب من خلالها كل من يحيد عن الاصلاح في المرحلة الحالية فقد مللنا من الخلافات الكلامية الجانبية ومللنا من الحلف بلحانا الغانمه نريد أن نُكحل أعيننا بتطور حقيقي للكويت وللنظام فيها.
وعليكم يا شباب الكويت متابعة النواب فلا قدسية لأحدٍ فإما خطة عمل واضحة لكتلة المعارضة وإلا فحاسبوهم كما حاسبتم الحكومة السابقة في ساحة الإرادة حيث لا صوت يعلوا على صوت الشعب والحق.
عبدالرحمن محمد الإبراهيم
T:@alibrahem_a
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
مشاركة مميزة
إلى لقاءٍ يا فهد
الموت هو ذلك الزائر الذي لا يقوى عليه أحد من البشر! ، يأتي للمستبد المتجبر فيسلب منه روحه دون مقاومة أو حرب! وهو ذاته الذي يز...
-
عقول الناس كأصناف الفاكهه فكل نوع له نوعيته الخاصه التي تميزه عن غيره والراغب في الأكل يتخير الفاكهة بحسب رغبته أولا ثم بقدر المال المتوفر ف...
-
Pictures, such as the one above, depict the Christian population in Kuwait as being from the ‘indigenous’ community when it was, in fact, ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق