الأحد، 20 أبريل 2008

مفاهيم مقلوبه !!

أجلس كثيرا مع نفسي اسائلها عما دار في يومي ، أتحدث معها بمنطق العقل وتحدثني بمنطق الواقع وما تعودت عليه ، غالبا ما ينتهي النقاش بيننا بلا نتيجةٍ لأن كل شق مني مقتنع برأيه وهذا ما يدفعنا للعوده الى حياتنا مره أخرى دون تغير أو تبديل.
الكثير من الأمور التي تمر علينا في حياتنا هي من المُسَلّمات ، وأنه يجب علينا أن نسيرَ عليها دون تفكير أو مراجعةِ ذاتنا فيما نفعله ، هل غُيّبت عقولنا لدرجه أننا صرنا تابعين منقادين دون وعي أو إدراك ، هل فقدنا جزءا من انسانيتنا وحريتنا فكنا كعقارب الساعه ندور في فلكنا دون أن نفكر لماذا ندور ؟
دعوني أطرح عليكم مثالا في العلاقه بين الرجل وزوجته وكيف أن العلاقه ومفهومها في مخيلتنا خطأ وخطأ كبير جدا ، نحن في غالبنا معشر الرجال مقصرون في حقوق زوجاتنا وهذا أمر لا يمكن لأحد أن ينكره وسبب تقصيرنا هو أنكن معشر النساء لم تعلمونا كيف نعطيكن ما ترغبون به وما تحلمون بالوصول اليه!!
سهرات متكررة كل ليلةٍ... خروح دون مراعاه للأولويات... سفر دون تفكير بميزانيه الأسره ، وبعد كل هذا تفعل المرأه فعلا هو في الواقع من حقها كزيارةٍ متأخره في الليل أو حضور فرح ما ، ولكن سعادتها تتوقف عندما يأتي دور الرجل في المنع والمنع فقط ودون ابداء اسباب! ، بل يأخذ بتذكيرها بأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم (من باتت وزوجها عليها غضبان لعنتها الملائكه حتى تصبح) ، ومن غبائك عزيزتي المرأه تصدقين هذا الأمر وتستسلمين له وكأنه من التي لا تحسنين فعل غيرها في حياتك ، نعم حديث النبي الكريم صحيح لكن مع الرجل الذي يعرف حقوق أهله عليه ، أين من حفظ ذلك الحديث عن حديث (خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي)؟؟ أين هو من تعامل المصطفى عليه الصلاه والسلام مع أهله وكيف كان يساعدهم حتى في الطبخ وجمع الحطب.
الغريب يا سادتي أننا نتنازل عن حقوقنا بسرعه ودون تمسك بها ولذلك عندما نرى العلاقه في الغرب بين الرجل والمرأه نجدها ماديه بحته في غالبها ولكنها على أسس صحيحه فكل شريك يعرف ماله وما عليه ، فما رأيكم بأن ديننا أعطانا ما عندهم ولكن بضوابط تجعلنا أفضل منهم.أرى الكثير منا في مجتمعاتنا الخليجية يرون أنفسهم يملكون هذه المرأه بل ومن حقهم استبدالها إذا هي لم تعجبهم ، بل ليس من حقها الاعتراض على ما نراه نحن معشر الأقوياء عفوا معشر الرجال ، وقد يصل التعسف في البعض أن لا يجعل لها رأيا حتى في طريقه تربيه أطفالها ، والذي يجعلني أغضب لدرجة الغليان ! أن المرأه بكل يسر تستلم للزوج وكأنه مالك أمرها ومسير حياتها ، فيا لها من سذاجة نقع فيها جراء بعض الأفكار الحمقاء التي جُبلنا عليها.
أنا هنا لا أدعوا لتحرر المرأه وخروجها عن طاعه زوجها ، ولا أدعوها أن تفعل ما تريد بدون وضع اعتبار للزوج أو الوالد ، ولكني أدعوها أن لا تتنازل عن حقوقها اذا كان الطرف الآخر لا يعرف من واجباته شي ، بل وأدعوها أن تبدأ بالمطالبه بما تستحقه وفق ما شرعه الله تعالى لها وطبقه محمد عليه الصلاه والسلام على نفسه وعلى ازواجه.ما نعيشه في واقعنا اليوم في أغلبه عادات وتقاليد ما أنزل الله بها من سلطان ، ولذلك وللأسف نجد الكثير منا متمسكا بتلك العادات والتقاليد الغبية في بعض نواحيها ،كتحجيم دور المرأه والقضاء على محاولاتها في الإبداع بحجه الدين والستر!
والله إن ذلك ليس من الدين فمن رأى نساء الصحابه وأمهات المؤمنين علم فضلهن في الكثير من الميادين فما المانع من الإبداع الاسلامي الصحيح؟ ، وهذا الرجل نفسه الذي يمنعها من بعض حقوقها هو نفسه الذي يضع أمواله وأموالها في بنوك ربويه أو أنه يجبرها على فعل بعض المنكرات بحجه روحوا القلوب ساعه بعد ساعه !!
أدعوكم وأدعوا نفسي قبلكم أن نراجع واقعنا ونضعُ أفعالنا في ميزان الشرع والدين فالفعل الذي ترجح كفته في ذلك الميزان طبقناه وغيرناه ، ولا تجعلوا عقولكم تبعاً لوسائل الإعلام التي تقود الكثيرين منا دون وعي ، فكم من رجلٍ عالم فاضل شُوهت صورته بسبب ذلك الإعلام ، وكم من منحرف ضال مضل أصبح إماما ورمزا وقائدا ، فاستخدموا عقولكم التي وهبكم الله اياها للتفكير لا للتجيّر ، وكونوا أحرارا في تصرفاتكم وفق دينكم وما أحله لكم ولنجعل أيضا لحرياتنا حدود عند حريات غيرنا ومحرمات ديننا.
وعجبي من عربي!!

هناك 4 تعليقات:

  1. مقالك وايد حلو وافكارك حلوه بعد

    ردحذف
  2. Hello! I am a reader from the Philippines. I found your site very interesting. It is worth the visit.

    ردحذف
  3. طرحك للموضوع واقعي جدا.. و صج وعّيتنا على أشياء كنا نتبعها مستسلمين لها مثل ما قلت..بدون مانفكر هي صحيحة او لا ..تصلحلنا أو لأ.. بس لأن اهلنا و الي قبلنا سووها او متبعينها فأحنا لازم نصير نفسهم..

    جميل جدا.. بالتوفيق

    ردحذف

مشاركة مميزة

إلى لقاءٍ يا فهد

    الموت هو ذلك الزائر الذي لا يقوى عليه أحد من البشر! ، يأتي للمستبد المتجبر فيسلب منه روحه دون مقاومة أو حرب! وهو ذاته الذي يز...