الكويت كانت ولا زالت ولادة فأبناؤها رغم الخلافات السياسية يد واحده ، همهم حفظ هذا الوطن المعطاء يبذلون جهدهم وأموالهم في سبيل الحفاظ على الذكريات الجميلة التي تذيب حدة النقاشات الحاصلة بيننا ، فرغم تسيد المعسكرين الأزرق والبرتقالي الساحة الكويتية نجد أن هناك معسكرا أبيضا يحب الكويت أيضا لكنه يبتعد عن السياسة ليعبر عن حبه للكويت بطريقة خاصه.
لا أعتقد أن أحدا زار مجمع الآفنيوز لو يتوقف لمدة طويلة بقرب خريطة الكويت المرسومة بطريقة مبتكرة على أرضية المجمع هذه الخريطة هي فكرة رائعة رائدة للأخوين الكريمين فهد غازي العبدالجليل وأحمد العدواني هذان الرجلان اللذان تعرفت عليها صدفة عبر الشبكة العنكبوتيه لكنني وجدت في قلبيهما حب كبير للكويت فجزاهما الله خيرا على ما يحملانه من حرص صادق وخوف كبير على تاريخ الكويت.
ما يميز مشروع الكويت أكثر من وطن أنه يجذب الجميع فتجد الأطفال والشيوخ والشباب يقفون عند الخريطة ويبحث الجميع عن بيوتهم في زمن ما قبل النفط بكل تأكيد لن يجد أحد بيته مرسوماً بدقه إلا أنه سيجد التلاحم والتراحم الذي كان يسود أجواء الكويت في تلك الفتره، سيجد البيوت المتلاصقة التي يعطف أغنيائها على فقرائها ويحب بدوها حضرها ويعيش ابناء السنة بجانب الشيعة لا تفرقهم الأفكار المستحدثه التي جلبها البعض ولا تجد الجدال العقيم الذي يسود الساحه فيها.
ولم يقتصر الأمر على خريطة داخل السور فالكويت لم يكن فيها أهل السور فقط انما هناك أهل البادية الذين كانت لهم مشاركات مميزه في تاريخ الكويت الحديث فهم إلى جانب أخوانهم أهل السور كانوا سببا في حمايتها والذود عنها وبنائها ، والأمر ذاته لأهل فليكا الذين تركوا بصمة لا تمحى في تاريخنا المعاصر على الرغم من نزوحهم بعد الغزو العراقي الغاشم للكويت وتركهم تلك الجزيرة الجميله وكم أتمنى أن تهتم الحكومة أكثر بتعمير فليكا واعادة الروح فيها فهذه الجزيرة لها في تاريخنا صولات وفي مشاعرنا محبة وتقدير.
كما أن الشكر موصول لشباب وشابات لوياك الذين تواجدوا لشرح معالم الخريطة لمن لا يعرفها وعملهم تطوعي من أجل خدمة هذا الوطن ، العمل التطوعي من مميزات المجتمع الكويتي في تلك الحقبة وكتب التاريخ حافلة بالمواقف التي تشهد على ذلك فشكرا لكم يا شباب لوياك فقد أعدتم غرس قيمة جميلة من قيمنا الكويتية.
وبما أننا نتحدث عن تراثنا الكويتي نعتب على حكومتنا في أنها لا تتبنى هذه المبادرات بالشكل المطلوب فكم من انسان يمتلك فكرة مشابهه ويتمنى أن يساهم في زيادة أواصر التلاحم بين أفراد المجتمع لكنه لا يجد دعما من الجهات الحكومية التي تُصرُ رغم ما وصلنا اليه من تطور على الدورة المستندية البيروقراطية وأبواب بعض المسؤولين التي لا تفتح إلى بالواسطة فيا ليتهم يتبنون مثل هذه الأفكار المبدعه ويضعون جدولا منظما لها ويساهمون كمساهمة القطاع الخاص وأكثر.
ومن العلامات الحديثة البارزة في تاريخنا الكويتي هو منتدى تاريخ الكويت (http://www.kuwait-history.net/vb/index.php) الذي قام بانشائه مجموعة من محبي تاريخ هذا البلد قربوا المسافات من خلاله فصار منتدى للباحثين ومكانا لحفظ الوثائق والأخبار والأنساب فكم من باحث وجد ضالته فيه ورغم ما يتعرض له المنتدى من سرقات علمية من بعض ضعاف النفوس من الكتاب إلا أنه يتسامى عنهم ليكمل رسالته الثقافيه في نشر تاريخ الكويت بين القراء.
شكرا فهد العبدالجليل شكرا أحمد العدواني شكرا شباب لوياك شكرا منتدى تاريخ الكويت شكرا لمن ذهب وساهم وشجع مشروع الكويت أكثر من وطن واتمنى أن نشكر الحكومة قريبا لأنها بدأت تفكر جدياً في حفظ ما تبقى من تاريخنا!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق